حوّل "تيار المستقبل" مبادرة الرئيس سعد الحريري إلى اقتراح قانون "متكامل" قدمه نوابه اليوم الإثنين إلى مجلس النوّاب. أخيراً أصبح بإمكانهم الحديث من خلفية أنهم يملكون البديل، هذا ما لم يكن موجوداً في السابق، وهذا أيضاً ما كان يعاني منه حلفاؤهم، وما قاله بعض قياديي التيار في المجالس المغلقة، في معرض النقد الذاتي لكيفية العمل السياسي السائد.
اختلف الوضع. أصبح أمام البرلمان برنامج يتعدى قانون الانتخاب ليبحث في تطبيق الطائف ولو جزئياً، مع تأجيل ما يُمكن أن يستفزّ من يعتبر نفسه مهمّشاً أو مظلوماً. لكنّ، من تقدم باقتراح القانون أي النائب أحمد فتفت، انتهى من مهمّته، ودخل جلسة اللجنة الفرعية، التي كانت هادئة عموماً، ليستمع إلى النائب جورج عدوان يطلب مهلة زمنية ليتقدم هو أيضاً باسم "القوّات" باقتراح قانون، ومُتكامل أيضاً.
الفارق بين قانون "المستقبل"، وقانون "القوات"، 13 دائرة. تقول مصادر قياديّة في الأوّل: "المشروع الذي قدمناه قريب من مشروعهم بمعنى الدوائر، وهو من الممكن أن يكون وسيلة أو أرضية لفهم واتفاق مُشترك. بنظر هذه المصادر فإن "حركة عدوان اليوم قد تخفي في طيّاتها، محاولة لقطع الطريق على مشروع التيّار، ومنها لينطلقوا للقيام بتحوّل ما عن الأرثوذكسي، فكل شيء وارد".
الفارق بين قانون "المستقبل"، وقانون "القوات"، 13 دائرة. تقول مصادر قياديّة في الأوّل: "المشروع الذي قدمناه قريب من مشروعهم بمعنى الدوائر، وهو من الممكن أن يكون وسيلة أو أرضية لفهم واتفاق مُشترك. بنظر هذه المصادر فإن "حركة عدوان اليوم قد تخفي في طيّاتها، محاولة لقطع الطريق على مشروع التيّار، ومنها لينطلقوا للقيام بتحوّل ما عن الأرثوذكسي، فكل شيء وارد".
من معراب، الأمور تبدو مختلفة قليلاً، "لا تعليق" على مبادرة الحريري، و"لا تعليق" أيضاً على اقتراح القانون المُقدم اليوم، في انتظار إطلالة سمير جعجع على شاشة "المستقبل" الثلاثاء، ليتحدث ويعطي رأيه ورأي حزبه بالمبادرة. الإطلالة على المحطة الزرقاء، لها دلالاتها. الرجل يريد التأكيد على أن لا قطع مع حليفه المسلم، وإن كان هناك وجهات نظر متباينة.
كل هذا لا يخفي "العتب" الموجود واحد تجاه الآخر. لكنّ التواصل مُستمر كما تقول الأوساط. أمّا تحرّك عدوان اليوم، فهو على قاعدة "هناك ما يُناسبنا، وما لا يُناسبنا"، تقول الأوساط، وتضيف: لدينا هذا الحلّ، ولا شيء مستحيل.
على ما يبدو، فالطرفان لا يريدان الابتعاد كثيراً، يُدرك كل منهما أن لا مناص من اللقاء والاتفاق، إنما الرسائل المتبادلة علانية، توحي بخللٍ ما، مردّه "الأرثوذكسي" كما يقول "المستقبل"، وتأخّر تحرك الحليف المسلم وتقديمه البدائل، يقول "القواتيون".
هكذا، يتحوّل النزال داخل الصف الواحد إلى "شدّ حبال"، مواجهة في مجلس النوّاب بالقوانين ومشاريعها. خارج أسوار ساحة النجمة، لا أحد يعلم ما الذي يحصل، حتى من هم داخل 14 آذار وخارج أحزابها، مربكون إلى أقصى الحدود، فلا يأخذون من هذا أبيض، ولا يسمعون من ذاك أسود. يجلسون في مكاتبهم ليقرأوا بالسياسة خطوات من يتحالفون معهم في السياسة أيضاً. مثلهم مثل أي طرف يحاول أن يفهم من بعيد ما الذي يجري مع خصمه.
أمّا اجتماع لجنة التواصل، فقد سُرقت منه أضواء "المُختلط"، الذي كان البند الوحيد أمامها. لكن، بالرغم من كل هذا الواقع، يبقى أن اجتماعات "الفرعية" هي الأساس، مهما كان القانون المطروح للنقاش، يقول من شارك في اجتماعيها اليوم. اجتماع صباحي بحث بنسب الأكثري والنسبي، ومسائي للاستماع لكل طرف، رأيه في هذا ورأيه في ذاك.
هذا في النسب، أمّا حصّة الأسد، فهي للدوائر وتقسيمها. يقول أحد المشاركين في الاجتماع الصباحي: كل الحديث يتمحور حول نسبة الأكثري والنسبي. مناصفة، أو 60% أكثري والباقي نسبي، أو 70% أكثري و30% نسبي.. ينتهي هذا النقاش، ليُفتح نقاش الدوائر.
على أي حال، غداً يوم آخر. انتظار ما سيقوله جعجع ضروري، بغض النظر عن "إشارة" عدوان الصباحية. لكنّ الأهم في كل هذا الواقع، أنّ الممارسة توحي بأن لكلٍ من الحلفاء أجندة، وكل واحد يريد للآخر أن يلحق به، لا الالتقاء على أي مُشترك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق