بقلم أيمن شروف
الكل استمع وتابع بدقة واهتمام العفو الرئاسي الذي اصدره الرئيس السوري بشار الأسد عن "المحكومين" في سوريا والصادرة بحقهم "احكاما"، سياسية كانت ام جرمية.
هذه الخطوة التي أتت للتبشر بـ"مسيرة الاصلاح" التي يقودها الأسد في بلاده، انعكست في بيروت طمأنينة وفرحاً لدى حلفاء "البعث". هلّلوا لإنجازات لم تبدأ، ولحوار على دماء السوريين، ولخريف مظلم يتجدد بمرسوم.
أما بعد، وبصفتي "شاهد زور" حُشر مع كثيرين في رحلة تصفية حسابات أرادتها قوى "8 آذار" و"البعث" في وجه كل من قال "لا" لزمن رثٍ ألغى بلداً، وهمّش شعباً بكل هواجسه. بهذه الصفة، وبغض النظر عمّا إذا كان "عفوه" يشمل "المزورين" أمثالي أم لا. أريد أن أتوجه الى الرئيس الأسد، "قائد الممانعة وراعي المقاومة"، بمجموعة من الحقائق، تعبر عن شكري لرحابة صدره وقدرته اللامتناهية على "العفو" عمّن ارتكب بحقه وبحق نظامه أبشع الجرائم. في مقدمها "الكلمة الحرة".
أوّل الغيث، الشكر:
لطالما ساورني في "حقيقتي" وفي "غيبي" أنني اتطاول على شخصية، تستطيع برمشة عين أن تحوّل البلاد والعباد الى بيادق، مهمّتها إراقة الدماء. فعل الإراقة ليس مرتبطاً بالواقع. إنه الوجود بحد ذاته.
شكراً أيها القائد لأنني اخطأت في المواجهة. لقد قررت ان اكون حراً، فاكتشفت أنني مستزلم لنظام يريد لهذا الوطن "الصغير" أن يكون تابعاً، لا بل أن يكون جسراً. ليس بطريقة الفلسطينيين.
شكراً أيها الرئيس، لأنني اعتقدت أنّ الحرية كلمة تنطقها الشعوب المتحضرة، وجعلتني اتأكد ان هذه الحرية، لا وجود لها في عالم عربي متخاذل.
شكراً، لأنني كنت وبعض زملائي في تهمة "التزوير"، نعتبر سمير قصير رمزاً لخروجنا من نفق الظلام. اكتشفنا اننا كنا زمرة من المنحرفين الضالين عن هدى النظام وإرشاداته في الطريق الى فلسطين.
شكراً، لأنك (أيها الرئيس) جعلتنا ندرك ان دماء الأحرار ليست سوى الطريق الوحيد للولوج الى حكم الحزب الواحد والشخص الواحد بكل ما في ذلك من "كاريزما" كاريكاتورية.
شكراً سيد العباد لأنك وضعتنا في مصافي حمزة الخطيب، في خانة الطفولة المسلوخة عن منطق. أردتنا أن نكون أطفال المستقبل، وليس في مستقبلك سوى دماء حمزة ومن آمن بحمزة.. سبيلاً للخلاص. بعيداً عن "خُدام" العرش والنظام.
شكراً، أيها الرئيس. لقد أكدت لنا أن أزلام نظامك، أسخف من أن يعلّق عليهم أحد. أزلام ليسوا سوى "تابعين" لمن عفا عليه الزمن. عفا على وجوده في رأس الهرم. أما حضوره وسطوته، فللبحث صلة.
شكراً، أيها الرئيس. شكراً لأزلام الرئيس، لقد آمنت بأن الوصاية كانت عرفاً وبأن لبنان الكبير ليس سوى مهزلة، مقارنة بتلك المساحة الخضراء التي تنسجها خيوط "البعث" وما أدراني ما هو "البعث".
وشكراً، وصيحات الاعتزاز بقرارك الحكيم لا ترقى الى أوتار صوتي. أريد ان أصيح ابتهاجاً. لا ضرورة لكتاباتي بعد اليوم. لا قيمة لكلامي. عفوك طال كل حدود ابتهالاتي وفرحي بمغفرتك.
شكراً يا سيدي. طموحي كان أن أرقى بوطني فوق حدود جميل السيد، فإذ بي أرى وطني يختزله "مالك" الوصاية والقابض على فكر كل من أراد أن يكون مستقلاً. عذراً على الإرادة.
سيدي الرئيس، دخلت حلقة التآمر من بابها الواسع. عبدك المأمور ومعه زملاء كعمر حرقوص وعبد السلام موسى أخطأنا لأننا تحدثنا عن "أزلامك"، فما أنت إلا غفور رحيم. عبادك مُمتنّون وبأحكامك "منتعشون".
حين صدرت مذكرات التوقيف، حسبت أنني أصارع القدر. أتطاول على "إله". اليوم سيدي الرئيس. أحسبني أصارع الوهم. أنا العبد المخلوع من فوق أقواس الحرية، تآمرت عليك.. فعذراً لأنني متآمر.. أنا المدسوس بوجه الممانعة. أعتذر لأني اعتقدت أنني أمعن من أولئك الذين يكتبون من خلف "أقوالهم". عاش الملك.
سيدي، أنت الملك ونحن أحجار باستطاعتها ان تقول: مات الشاه. سيدي وروحي بيده، كل ما آمله أن تبلغ اللواء جميل السيد أنك عفوت عنا، حتى يصفح هو.
وإلى هذه وذيك، فأنا لم أتدخل ولم أقارب قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلا من باب المهنية، ولم يستدعني أحد للإدلاء بشهادتي. واني فخور جداً بما قمت به فقد أضاء للبنانيين بعضاً من دروب الحقيقة، التي تعلمها جيّداً.
ويبقى الشكر الكبير لأنّك جعلتني أتعرّف إلى شعب شوّهت صورته أمامي لعقود. شعب يواجه الرصاص بغصن الزيتون، ويمضي ليكسر جدران سجنك الكبير نحو ربيع سيزهر ولو بعد حين.
هذه الخطوة التي أتت للتبشر بـ"مسيرة الاصلاح" التي يقودها الأسد في بلاده، انعكست في بيروت طمأنينة وفرحاً لدى حلفاء "البعث". هلّلوا لإنجازات لم تبدأ، ولحوار على دماء السوريين، ولخريف مظلم يتجدد بمرسوم.
أما بعد، وبصفتي "شاهد زور" حُشر مع كثيرين في رحلة تصفية حسابات أرادتها قوى "8 آذار" و"البعث" في وجه كل من قال "لا" لزمن رثٍ ألغى بلداً، وهمّش شعباً بكل هواجسه. بهذه الصفة، وبغض النظر عمّا إذا كان "عفوه" يشمل "المزورين" أمثالي أم لا. أريد أن أتوجه الى الرئيس الأسد، "قائد الممانعة وراعي المقاومة"، بمجموعة من الحقائق، تعبر عن شكري لرحابة صدره وقدرته اللامتناهية على "العفو" عمّن ارتكب بحقه وبحق نظامه أبشع الجرائم. في مقدمها "الكلمة الحرة".
أوّل الغيث، الشكر:
لطالما ساورني في "حقيقتي" وفي "غيبي" أنني اتطاول على شخصية، تستطيع برمشة عين أن تحوّل البلاد والعباد الى بيادق، مهمّتها إراقة الدماء. فعل الإراقة ليس مرتبطاً بالواقع. إنه الوجود بحد ذاته.
شكراً أيها القائد لأنني اخطأت في المواجهة. لقد قررت ان اكون حراً، فاكتشفت أنني مستزلم لنظام يريد لهذا الوطن "الصغير" أن يكون تابعاً، لا بل أن يكون جسراً. ليس بطريقة الفلسطينيين.
شكراً أيها الرئيس، لأنني اعتقدت أنّ الحرية كلمة تنطقها الشعوب المتحضرة، وجعلتني اتأكد ان هذه الحرية، لا وجود لها في عالم عربي متخاذل.
شكراً، لأنني كنت وبعض زملائي في تهمة "التزوير"، نعتبر سمير قصير رمزاً لخروجنا من نفق الظلام. اكتشفنا اننا كنا زمرة من المنحرفين الضالين عن هدى النظام وإرشاداته في الطريق الى فلسطين.
شكراً، لأنك (أيها الرئيس) جعلتنا ندرك ان دماء الأحرار ليست سوى الطريق الوحيد للولوج الى حكم الحزب الواحد والشخص الواحد بكل ما في ذلك من "كاريزما" كاريكاتورية.
شكراً سيد العباد لأنك وضعتنا في مصافي حمزة الخطيب، في خانة الطفولة المسلوخة عن منطق. أردتنا أن نكون أطفال المستقبل، وليس في مستقبلك سوى دماء حمزة ومن آمن بحمزة.. سبيلاً للخلاص. بعيداً عن "خُدام" العرش والنظام.
شكراً، أيها الرئيس. لقد أكدت لنا أن أزلام نظامك، أسخف من أن يعلّق عليهم أحد. أزلام ليسوا سوى "تابعين" لمن عفا عليه الزمن. عفا على وجوده في رأس الهرم. أما حضوره وسطوته، فللبحث صلة.
شكراً، أيها الرئيس. شكراً لأزلام الرئيس، لقد آمنت بأن الوصاية كانت عرفاً وبأن لبنان الكبير ليس سوى مهزلة، مقارنة بتلك المساحة الخضراء التي تنسجها خيوط "البعث" وما أدراني ما هو "البعث".
وشكراً، وصيحات الاعتزاز بقرارك الحكيم لا ترقى الى أوتار صوتي. أريد ان أصيح ابتهاجاً. لا ضرورة لكتاباتي بعد اليوم. لا قيمة لكلامي. عفوك طال كل حدود ابتهالاتي وفرحي بمغفرتك.
شكراً يا سيدي. طموحي كان أن أرقى بوطني فوق حدود جميل السيد، فإذ بي أرى وطني يختزله "مالك" الوصاية والقابض على فكر كل من أراد أن يكون مستقلاً. عذراً على الإرادة.
سيدي الرئيس، دخلت حلقة التآمر من بابها الواسع. عبدك المأمور ومعه زملاء كعمر حرقوص وعبد السلام موسى أخطأنا لأننا تحدثنا عن "أزلامك"، فما أنت إلا غفور رحيم. عبادك مُمتنّون وبأحكامك "منتعشون".
حين صدرت مذكرات التوقيف، حسبت أنني أصارع القدر. أتطاول على "إله". اليوم سيدي الرئيس. أحسبني أصارع الوهم. أنا العبد المخلوع من فوق أقواس الحرية، تآمرت عليك.. فعذراً لأنني متآمر.. أنا المدسوس بوجه الممانعة. أعتذر لأني اعتقدت أنني أمعن من أولئك الذين يكتبون من خلف "أقوالهم". عاش الملك.
سيدي، أنت الملك ونحن أحجار باستطاعتها ان تقول: مات الشاه. سيدي وروحي بيده، كل ما آمله أن تبلغ اللواء جميل السيد أنك عفوت عنا، حتى يصفح هو.
وإلى هذه وذيك، فأنا لم أتدخل ولم أقارب قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلا من باب المهنية، ولم يستدعني أحد للإدلاء بشهادتي. واني فخور جداً بما قمت به فقد أضاء للبنانيين بعضاً من دروب الحقيقة، التي تعلمها جيّداً.
ويبقى الشكر الكبير لأنّك جعلتني أتعرّف إلى شعب شوّهت صورته أمامي لعقود. شعب يواجه الرصاص بغصن الزيتون، ويمضي ليكسر جدران سجنك الكبير نحو ربيع سيزهر ولو بعد حين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق